الشاعرة فاطمة المخلف

باب وذكرى
ايها الباب انطق واسمعني
صدى
الاصوات التي مرت
بك بأيام الطفولة
والذكرى
لا اريد صريرا يصرخ ألما
ولا صرير يستهزئ بما
آل اليه الحال
اين الركض بين الشارع والفناء
اين مشاوير الذهاب والاياب
اين يد ابي تمسك بي حبا
نحو الأفاق
عبرتك ايها الباب
مذ كنت في المهد فوق ذراعي والدتي  المحملة بالحياة .بالعطاء
ايها الباب كنتَ تُغلَق ُ
تحتضن دفتيك ويمسككما بقوة مزلاج حديدي
يحيل بيني وبين الحي اسوارا
كم بكيت خلف مصراعيك
ذهاب جدتي للسوق
وكم رقصت فرحا بقدوم الجد المحمل بالهدايا
وكم لعبت فوق عتبتك
بكرات السكر
وكم جلست على أعتابك ارنو الذاهبين والعائدين في الشارع
احلم بارجوحة العيد
واتخيل صور قصص الأطفال
في مكتبة الحي
كم رسمت بالطباشير
فراشا وزهورا
ومقاعد
على مصراعيك كانت تكتمل لوحات الطفولة انا واصذقائي 
كم مرت بين ذراعيك عرائس جميلات
وكم دخلت اليك نساءمزغردات
كم وكم وكم
ياباب
كنت تجمعنا عيدا
فرحا
وتجمعنا حبا وعددا
غاب الكبار وبركتهم
ودَّعتَ الصغار
حيث كبروا
وجثمت حزينا واجما
تملا اعتابك الأعشاب
تلفك
بحنان
تطير الفراشات حزينة
يا
باب وحيد بقيت
تعبت اكتافك من عناء السنين
وانهكت هموم الفراق كاهليك
يابابا
اين الصانع
اين الباني
اين كف جدتي ان الاضحية
ترسمها فوق جنباتك
محصنة داعية
تعبتَ بين اغلاقٍ وفتحٍ
اين اصابع امي الحانية
وهي تمسح عنك غيار الزمن وتُلَّمِعُ فيك مقبضا
واين جدي يكرم المفتاح زيتا
كيلا يزيد زعيق
القفل غلقاً
اين مجالس الجدات
ليل المؤونة
وقدر القمح يغلي
اين مجالس نساء الحي
يَحِكْنِّ الحكايا يرددن اهازيج العصر
وفناجين القهوة
تقص قراءات العرافات
اين ظلك والفيئ يحمي
الجالسين
صبح القهوة بين النسوة
واسرار البيوت
وأخبار الأهل

يا باب لا تحزن
فقد فقدنا الأبواب
صرنا خارج الوطن
حرقت نارالحرب ذكرياتنا
وادمعت يد القاتل عيون نساءنا .

يتمت اطفالنا سرقت البسمة من شفاهنا
يا باب ما عاد المغترب يطرق بابنا
فهو في الغربة يذكر لون الباب وبالكاد شارعنا
وعتبة منزلنا 
ذكرى
شاهد أنت يا باب على كل ذكرياتنا وملعب طفولتنا
فاطمة المخلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي