الكاتب عمر سمير

وماذا بعد؟!
ماذا بَعدَ أن أدمَنتُ قَهوتى الصَباحِيِّة .. كَى أُشبِهَك؟!
ماذا بَعدَ أن عَدَّلتُ شَريعَتى الحُرَّةَ .. كَى تُناسِبَك؟!
ماذا بَعدَ أن طُفتُ العَوَالِمَ الشَتَّى .. كَى أُرافِقَك؟!
لابُدَّ أنْ أسألَك ...
وماذا بعد؟!
إمتَلَكتُكِ فامتَلَكْتُ كلَّ أُنثَى .. وماذا بعد؟!
عَشَقْتُكِ فَفَتَحْتُ أبْوابَ قِلاعِى .. وماذا بعد؟!
أحبَبتُكِ فَتَعَلَّمْتُ فُنُونَ الغَزَل .. وماذا بعد؟!
أحسَسْتُ الكَمَال ..
نُلتُ التَّمَام ..
طُفْتُ الحَياة ..
بَلغْتُ الأَمَل ..
وماذا بعد؟!
تَعَلَّمْتُ أنَّه ما مِن اكتِمَالٍ .. إلَّا وبَعدُهُ نُقصَان ..
وعَرَفْتُ أنَّه ما مِن قِمَّةٍ .. إلَّا وبَعدُها انْحِدار ..
مَتَى سَتَتْرُكِينى؟
أو ..
مَتَى سَأتْرُكُك؟
أتَخَيَّلُ الأعْذارَ والأسْبَاب ..
أرْسُمُ الظُّرُوفَ والمُبَرِّرَات ..
أكْرَهُ الانْتِظارَ..
ولِذَلِك ..
ماذا بعد؟!
لَم أنْتَظِرْ قَبْلَك .. ولَن أنتَظِرَ بَعدَك ..
فلا شَىء .. ولا أحَد .. يَسْتَحِقُّ انتِظارى .. غيرك ..
تَعِدِينَ وتَتَمَنَّينَ الأَبَدِيَّةَ فى الاكتِمال ..
أسَاطيرُ العِشقِ انتَهَتْ فى الأشْعارِ والكُتُب ..
فَأنا أسألُ جُوليت .. وأسالُ لَيلَى .. وأسألُك ..
ماذا بعد؟!
أرَى التَّاريخَ صَديقى ..
مُمسِكاً بِقَلَمِه .. يَخُطُّ فى صَفحَتِه .. ذَقنُهُ على كَفِّهِ .. شَفَتاهُ مُبتَسِمَة ..
ويَبكى ..
فهو يَعلمُ ما سَيَكتُبُهُ فى صَفحَتِهِ التَّالِية ..
أو علَى الأَكثَرِ .. بَعدَ التَّالِية ..
فهو يَعلَمُ إجَابَةَ السُّؤال ..
وماذا بعد؟!
عمر سمير ..
Omar Samir

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي