الشاعر محمد أبورزق

أنا مدين لك
وأنا الذي كنت مصابا بفقر الحُبْ
وداءُ التوحّد ينخر أحشاء القلبْ
جسد ميت وروح أمحلها الجذب
فراغ عاطفي يعربد في الجنب
************
سنوات وأنا على سرير الكآبة
سنوات وأنا في أتون الرّتابة
يتقاذفني الريح كقطرة في سحابة
والوحدة تحجب ذاتي مثل ضبابة
************
أتوسد الفراغ وألتحف الضياع
أبِيت متسكعا وأصبح على أوجاع
غارق في بحر الشرود بلا شراع
مارق من قانون الحب بالإجماع
************
لم أكن أدرك فاقة روحي ولا أَعِيها
أحسب أن حياتي مُسَلّمَة لا شِيَةَ فيها
علّة مزمنة كانت تكتنفني ولا أدريها
عزلة قاتلة في الفراغ كنت أقضيها
************
وإذا الحظ يسفر عن وجهك الصبوح
ويشرق سنا هواك في عمق الروح
وتعيدين الأمل إلى القلب المذبوح
وتخرجيني بوجودك من عالمي الجموح
************
غسلتِ الكثير من مخلّفات أحزاني
زرعت الحياة في جسدي الفاني
سكبت حلاوة الرحيق في أزهار بستاني
فإذا قلبي يشرق بنور الحب والأماني
************
أتخمَني الهوى واغتنيتُ برقّة الهمس
أين أنا اليوم من تعاسة ذاك الأمس
أين عزلة الماضي من روعة هذا الأُنس
لا يقاس انبثاق الأمل بفداحة اليأس
************
كنتِ الحريق لما مضى والرّحيق للآتي
سقيت حدائقي ورويت جذور نباتي
أزلت صقيع عزلتي وأدفأت أوقاتي
أنا مدين لك بأنك جدّدت عمري وحياتي
************
صقلتِ كلماتي بالهمس فأصبحت شعرا
صبغت ظلامي بالأمل فأضحى فجرا
صببت الهوى في عمقي فتحول خمرا
أنا مدين لك بأنك أضفت إلى عمري عمرا
محمد أبورزق 23 / 07 / 2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي