الشاعر وليد الأصفر
قصيدة بعنوان فراق
بقلم زوجي وليد الأصفر
..................................
عديت حدود البحر وقصدت أحبابي
لاقيتهم تاركين الدار والزوار
والريح تعوي بشبابيك الغرف وغبار
والليل حارس حدود الشجر والغابة
ياهاجرين الحمى قلبي لكم مشتاق
شمس العمر ولت ولسا النفس عطشانة
وظهري انحنى وانكسر والروح تعبانة
إيمتى تعودوا .. الصبر جوا القلب حراق
..................................
ترى هل رأيت غيوم المساء
تداعب ضوء القمر
وترحل قبل السحر
ويغمز نجم سهيل نجوم الثريا
ويأتي الشروق طريا نديا
ليغسل بالنور وجه السماء
ترى هل شهدت انبلاج الصباح
وسال على شفتيك الندى
وهل عبثت شاردات الرياح
بشعرك ، أم طار عبر المدى
بغير هدى؟
............................
وهل أقرأتك الطيور السلام
وحطت رفوف الشحارير بين يديك
وهل طرق السمع منك هديل الحمام
يقص حكايا نسيم الربيع عليك
وهل طبعت قبلاتي الفراشة صبحا على شفتيك
وهل نقل الفجر وشوشات الغرام
مضمخة بدموعي إليك
وهل داهمتك جيوش النعاس
وداعبك الحلم اللازوردي عند الكرى
وهل أخبرتك اليمامات عما جرى
لقلبي ، فقد حل فيه اليباس
ومنذ افترقنا أهيم بدون حواس
................................
ترى هل نهضت من النوم يوما ..
على صوت زقزقة القبرة
وهل أبلغتك رسائل قلبي الجريح
وهل أيقظتك نداءات روحي في الليلة المقمرة
أم انقطع الوصل منذ البداية ، لم يبق غير عويل وأصوات ريح
تمزق هذا السكون المخيم في المقبرة
...................................
ويا نور عيني ما زلت أصبو لوجهك عند المساء
فأبكي مليا بدمع سخين
ويفزعني أن أرى غارقا في البكاء
فيضحك من عبرتي السفهاء
لرؤية كهل بوجه حزين
ولكنني رغم هذا التندر والسخريات الوجيعة
ورغم الأسى .. رغم هول الفجيعة
ورغم النوى والقطيعة
أقول بملء فمي وضميري ..
أقسم أني .. كيوم ابتداء الهوى بيننا ..
ما أزال أحبك
إني أحبك
إني أحبك
إني أحبك حتى انتهاء الزمان
وهذي السماوات شاهدة وسميعة
........................................................
وليد الأصفر
تعليقات
إرسال تعليق