الشاعر محمود_حمود

مهداة الى أبناء ضحية الوضع الاقتصادي
#جورج_زريق

سَأُحْرِقُ ما تبقّى  من مواجِعِها  الحياة
وَأُخمِدُ النارا
فليسَ عليَّ من حرجٍ
وَلوْ قدْ قيلَ عنّيَ أحمقٌ في لحظةٍ
ماتَ انتحارا..
انا المُخْتَلُّ  في عقلي
انا المجنونُ قد صارا
انا الإنسانُ لو جرَّبْتُ أنْ أحيا
فلي التصنيفُ بالتَعدادِ عندَ الله ضِمْنَ صفوفِ مَنْ يَحْيَوْنَ
قربَ الموتِ، هذا العيشُ بالتوزيعِ قَسَّمَهُ وَبالإنصافِ قبلَ الخلْقِ
أقدارا

انا المقتولُ في يأسي
فإِنْ حاوَلْتُ بالبنزينِ من قَدَمي إلى رأسي
فَإنَّ الموتَ إضرامٌ  لكلِّ مواجعِ الأيامِ في نفسي

وتعبيراً عن الآلامِ والأوجاعِ والإفراطِ شُرْبَ الذلِّ في كأسي

لأنَّ  العيشَ إرهابُ
رَفَضْتُ العيشَ في بؤسي
وإنَّ جريمةَ التُعساءِ إنجابُ
لانّ ابني يُطالِبُني
بأنْ يغدو كما الأولادِ في اللّبْسِ..

لانّ ابني يطالبني
وَإنَّ مطالبَ الأولادِ ألعابُ..
أقولُ لَهُ ألا فاصبرْ
لعلَّ اللهَ يرزقني كما أخْبَرْ!

كما الطير الذي طارا
أيَا ولدي لئِنْ سَأَلوكَ يوماً كيفَ ماتَ أبوكَ لا تخجلْ..
فَإنَّ فضولَهُ الإنسانُ أنْ يَسألْ
فلا تخجلْ لما ماتا..
لأنَّ الصوتَ  في الأعماقِ مدفونٌ  فلمْ يُسْمَعْ..

لأنَّ القِسطَ  حينَ الدَّرسِ لم يُدْفَعْ

أَيا  ولدي لئنْ قالوا بأنَّ أباكَ لم يصمدْ
فلا تحزنْ
ألا  فاصرخْ وحطّمْ سادةَ المَعْبَدْ

وقلْ للظلم انّ النارَ  في الأحزانِ قدْ توقَدْ
وَأَنَّ  اباكَ حينَ اختارَ  ذاكَ الموتَ كانَ مقابلَ المَقْعَدْ
وَأَطعَمَ روحَهُ  النيرانَ كي تشهدْ
_عليهِ الناسُ_ أنَّ الروحَ رغمَ القهرِ لمْ تُصْفَدْ
ألا  فاعتزَّ يا ولدي وَقُلْ  للسائلِ الحيرانِ أنّهُ موتيَ المقْصَدْ..
لعلَّ الموتَ يخبِرُهُ جحيمَ العيشِ مخْتَصَرٌ على الطغيانِ في مشهدْ..

#محمود_حمود
#Mahmoud_Hammoud