الكاتب اسماعيل آل رجب
لعنةالجوع....
قصة قصيرة.
رأى طفولته في ثقوب ثوبه المهلهل ، من الحرمان ، من الحلوى في ايدي اقرانه ، تكاد حدقات عينيه تسقط على الارض ، وهو ينظر اليهم ، يتقاطر لعابه ، ويسيل على الاسى ، يرتجف من الموت ، خائفا ، كطائر كسير الجناح ، سقط مجهدا في الصقيع . يصرخ في الناس ، اغيثوني انّي اموت جوعا، فلا مغيث.
ايها الكاتب ، تحاول الانفلات عن انياب خيالاتك المدببة ، تقول: ان الخوف من الموت ، هو اشدّ رجفة من الصقيع ، والمرض الفطري قد يحيل الطفولة ، الى تمثال من الحجر ، نعم " ، بدأ الطفل جلده يتقشّر ، ثمّ رويدا رويدا بدأ يتحجّر ، حتّى صار تمثالا ، حمله ابوه على كتفه ، الى سفح الجبل ، حفر له حفرة ، ودفنه عند احمرار الشفق .
شعر بالدفئ ، حين جرت في عروقه حرارة الطين ، فتمددت جذوره ، وبمرور الوقت ، دفع برعما يشق التراب الى اعلى ، ويلحس الهواء ، الشمس وهبته الاخضرار ، فبدأ النسغ يصعد ، فينمو وينمو ، ثمّ يتعالى على ساقه .
تحوّل الطفل الى شجرة توت ، صار ظلّها يتسّع ، ويشتد سواده ، حتى ثمرها صار شديد السواد ، لكنّ طعمه كطعم الدم ، ورائحته كرائحته ، ومن يتناوله يشعر برغبة في الصّراخ ، اصاب الصراخ جميع اهل القرية الطينية ، حتى بات كلّ واحدٍ يصرخ بوجه الآخر ، حين يلقاه ، اغيثوني....
المجموعة القصصية الاولى
القاص العراقي
اسماعيل آل رجب
تعليقات
إرسال تعليق