الشاعر صلاح محمد الصالح
لا تحسبي البعد عنك يقدر
فبعدك آلام وذنوب لا تغفر
لا يعلم الخلان ماذا بي إذا
أنا بينهم جثة هامدة لا تشعر
تلوح أنسامك بادية من مغزل
ومشارف الروح من بعدك سفر
ما قض رهوقي وما أضناه
سوى نأي الهوى والأنفاس تحتضر
مااخترت ولا أخترت ولكنني
اشهد الأيام والأحلام والليل والقمر
محال أفعال الروح ماذا بها
تلاقي أرواحا في طوايا المجر
يا نأي نفسي إن كنت يوما
تخيرت هواي لكني راغما أحتضر
وأعلم أن لقياك قيد محال
إن لم يكن يوما أعده القدر
يا ويح نفسي مما أصيبت به
ِخلاج وظنون ورهوق مثمر
أيحتاجني الهوى أن أبوح له
أم أن الهوى يعلم ويرى ويبصر
مسكين هذا الجسد قد فارقته روحه
وهل هي يوما بالأمر كانت تأتمر
فيا محياك يطالني كل ليلة
كانه البدر باه ورواصع الدرر
ماالسبيل والفناء كاد أن يدنو
وما من بد بالفناء أنا مقرر
نواصع شوق تحملني إليك النسائم
كما بذور الطلع يشتاقها الشجر
أبات مفتون العينين كل ليلة
من فيض مقلتاي تبللت صرر
ما الصنيعة وبد البد من ولهي
حتى الصبر قد مل من صبره الصبر
أرى أشياء من حولي تتململ
صورشتى في الذاكرة تحتضر
وقف الزمان ملتاع للوعتي
قائلا ليت حيلة لي لأجلك أو أمر
والدنيا تبسمت لي يوما قائلة
أمنك أنت أيا عاشق أيامي تدبر
يا ويحي أنا من خلان الهوى
أجافيهم وليس من الأمر لي أمر
صكوك صكتها القلوب بالدم
وأوراح تحمل الصكوك وتنتظر
بحثت لها عن مرتع في رحب الدنى
وما الصحاري مكان يفلح ويبذر
سأسلك دروب الأرواح مرابطا
علها روحي تلتقيك لحظة وتزهر
ليال خجلى قد تماهت طائعة
وعلى أستحياء من الأشواق باتت تستر
إن كانت الأشواق أشد ذنوبي
فأملي برب عالم رحيما ويغفر
صلاح محمد الصالح
تعليقات
إرسال تعليق