الشاعرة ميساء دكدوك

*(وأدوا الحب ...وأدونا )*
   ***************
علمونا الخوف ،مع الهواء ...
مع الماء ،مع الخبز  إياه أطعمونا...
من شرع الحب حذرونا !!!
قالوا لنا :
الحب محرم ،احترموا كلامنا...
احترمونا .
فإذا استل العشق ضلوعي !!!
والشوق غالبني ...
كيف تتعانق أنفاسنا !؟
والنهار كالسجان بين أهدابنا ...
يصفعنا ...
يكاد يخنقنا ...
وإذا سبقناه ،يسابق الريح خلفنا..
والنظرات الأشباح ...
تصرخ من حولنا ...
وفي فكري رفاة طفلة كلما أثمر..
عشقي تحيا ترافقنا ...
تناولني سكين الخوف تذبح أفراحنا .
هو الرعب ...
العرف...
القيد ...
الشرع ...
ماذنبنا ...!!؟
جئنا إلى الدنيا مشرعين للحب قلوبنا
ولما كبرنا ،وقعنا في خوفنا ...
أمرنا بدفن حبنا ...
رفقا بطفلتي ،يا طفلتي !!!!
رفقا بالنخلة ...
هي حلم بدايتي ...
بداية حلمنا ....
آه يا أم عيسى ما أثقلهم على عشقنا.
كلنا يحتاج النخلة كلنا ....
هززنا جذعها بعيوننا ...
حلمنا ...
أننا شربنا من أغصانها نسغ حياتنا.
كيف سننزع الأشباح يامريم من فضائنا ؟!
كيف سنعلل لأنفسنا خطيئة الحب ..
إذا صادفنا ؟!
كيف نقتل الصحراء في دمنا؟!
المحبة صلاتنا ،من (فينوس) آلهة الحب تقربنا ...
لكنهم بالذنوب يقذفوننا ...
دفنوا الحب ...
دفنونا قبل آجالنا ...
ضاعت سنين العمر على مشارف انتظارنا ...
غرقنا في متاهات أنفسنا ...
في سكرة تناقضاتنا ...
غمرنا بالطين رؤوسنا ...
لم نتحرر من  حرماننا ، من بؤسنا !
سألقن طفلتي القادمة الجرأة والعشق...
كي تكون أغنى مننا ...
كي تكون صادقة مخلصة للحب
كالفراشات ...
كالطيور ...
كالازهار ...
ماذنبها لنحرمها من الحب ...
كما حرمونا ...
سأعلمها ألا تحضر قبرها ،كما حضرنا قبورنا ...
سألقنها أن الصبح رافقنا بشمسه ..
خلال أيامنا ...
وأن الحب عرش في أركان بيوتنا...
في بنياننا ...
في عيوننا...
في عروقنا ...
وأنه كان نبيذ حياتنا...
سقانا الرحيق ،أيقظنا من سكرنا.
سألقنها أن الحب ملأ بالسرور خوافقنا ..
بلسم أوجاعنا ...
سألقنها أن الغد لم يحترق في أيسرنا ...
وأن صوت الجهل لم يخنقنا ...
وأن القبيلة باركت حبنا ...
ولم توقد النار يوما في فكرنا...
في آمالنا ...
في أحلامنا ...
(آه ياابنتي كم ألبس الليل شمسنا
فولاذ قيدنا )
سأخبرها أننا حبونا باسم العشق
إلى بقائنا ...
وأننا زرعنا الآس شوقا على أجداثنا.
هل رأيت بنيتي كم رائع عشقنا.!؟
************
***30/11/2018/بقلمي:
ميساء دكدوك.