الشاعرة رحيمة حزمون

ذكرى لا تنسى

ايمن ابن رجل بسيط الدخل يعيش في منزل قديم في الشام 

وحيد ابيه  لايوجد غيره فكان والده يحبه كثيرا لايستطيع

العيش دونه

في يوم من الايام خرج ايمن رفقت ابيه في رحلة على متن

السفينة نحو البحر وهناك هبت عاصفة قوية فغرق الاب في

البحر ولم يستطع الابن انقاذه صار يبكي ويطلب النجدة لكن

لم يسمع صراخه احد ومات ابيه غرقا وكم حزن ايمن على

فراقه ومنذ تلك الحادثة كره الذهاب للبحر وصار عندما  يخلد

الى النوم يأتيه والده في الحلم وهو يعاتبه بقوله لماذا

تركتني اغرق ولم تنقذني فيستيقظ من حلمه مرعوب يبكي

ولا يتوقف عن ذلك حتى تاتيه والدته وتحاول تهداته بايات

من القراءن الكربم وكم عانت معه امه كثيرا وتحملت بكاءه

حتى كبر لكنه لم ينسى الحادث

ومرت الايام وتعاقبت الشهور وهو لا يزال في حزن على

فراق ابيه الى ان جاء هذا اليوم الذي انعجب به بابنت

الجيران وقرر اتخاذها زوجة له على سنة الله ورسوله

وحدث

والدته عنها وطلب منها الذهاب معه لخطبتها وكم سررت

والدته بهذا الخبر وقالت في نفسها لعل هذه الفتاة تنسيه

فراق والده وتساعده على الخروج من حالته النفسية

وبعد ايام تمت الخطبة ومراسم الزواج على مشيئة الله

ومضت الايام بسرعة ولم يجد ايمن نفسه الا وهو ابا لطفلان

في غاية الحسن والجمال وقد رباهم احسن التربية وكان لهم

نعم الاب الحنون ذات يوما طلب منه احدمن ابناءه اخده في

رحلة للبحر فلم يشاء كسر بخاطره واخده وهو ناسي حادت

والده وهناك تذكر الحادت وراح مسرعا لمنع ابنه من دخول

الى البحر حتى لا يخسره متل ماخسر اباه لكنه لم يستطع

اللحاق به كان قد ابتعد عنه كتيرا وشاء القدر ان يغرق ابنه

ويلحق جده ولم يستطع الاب انقاذه فافرق الحياة تاركا اباه

وحيدا يناديه ويحاول اخراجه من البحر ظنن منه انه مزال

على قيد الحياة ولما علم بوفاته صرخ واهتزت لصرخته

الارض والسماء واصيب بانهيار عصبي وصار يجري داخل

البحر كالمجنون ولم يستطع احدهم اخراجه حتى جاءت

الشرطة واعادته الى ابنه وزوجته وامه التي  بكت لحالته

وبقي على هذه الحالة لمدة طويلة حتى ادخلوه المستشفى

وهناك اشرفو على علاجه حتى شفي وعرف ان ماحدث معه

كان قضاء وقدر

وهكذ عاش مع اسرته حياة سعيدة لا ينقصها شيء من

السعادة الا وجود والده وابنه اللذان فارقوه و لم يشبع

منهما.

بقلم/رحيمة حزمون