الشاعرة رحيمة حزمون

الولد الصالح
عند محطة القطار تقف عجوز
تنتظر عودة حفيدها الغائب
عنها لأعوام وفجأة تعب قلبها وقعت بارضها
والتف الناس حولها كل واحد
منهم ينتظر الاخر ان يحملها
ونقلت إلى المستشفى وبعد ذهابها بربع ساعة وصل حفيدها
ولم يجدها وقف يتساءل في دهشة واستغراب اين تكون قد ذهبت ولما لم تنتظر عودتي
اهي مريضة او ماعدت اعني
لها شيء ومضى إلى بيته
على امل ان يجدها في انتظاره
وفتح الباب بهدوء حتى لا تعرف انه أتى وتتفاجأ بقدومه لكنه لم يجدها وبدأ يقلق عليها وراح يسال جيرانه فقالوا انها خرجت مند صباح الباكر تنتظر عودتك
فلبس معطفه وعاد للبحث عنها في مركز الشرطة والمستشفيات ولم يعرف لها خبر فعاد إلى بيته وسلم أمره إلى الله والخوف يلون وجه ودقات الساعة تزيد من خوفه وفجأة شعر برغبة في النوم تسطح على مضجعه قليلا لكنه غط في نوم عميق جدا ولم يشعر بنفسه حتى أذن الفجر فنهض منزعجا على جدته صل الفجر وذكر الله وبعد ربع ساعة رن الهاتف فاصابه شيء من الرهبة وكان متردد في الرد
خوفا ان يكون خبر سيء يتلقاه
خلال هذه المكالمة فكذب شعوره
وقام برد على المتصل وكان شعوره في محله الاتصال كان من المستشفى أخبروه ان جدته بين الحياة والموت وينقصها دم ولم يكد يسمع الخبر حتى انفجر بكاء متل الصبيان وراح إليها متبرع لها بدمه وكان ذلك بعد فوات الأوان لفظت أنفاسها وهي تردد حفيدي تمنيت رؤيتك لكن القدر شاء لضوء عيوني ان يغيب واحرم من رؤيتك لابد وبكى حفيدها وهو يسقيها الماء قبل الرحيل ماسح على جبينها بادعية الرسول وموصيها بنطق الشهادتين حتى تكون من اهل الجنة والنعيم
وكم كان الفراق صعب على الحفيد ولم يستطع نسيانها لسنين وماقطع زيارة قبرها في كل وقت وحين والدعاء الله لها
ان يتغمدها برحمته وان يجمعه بها في الخير ان شاء الله
يقول الله تعال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من تلات صدقة جارية او ولد صالح يدعو له اوعلم نافعا ينتفع به والحمد لله ان هذه الجدة تركت هذا الحفيد الصالح يدعو لها بعد وفاتها

بقلم/ رحيمة حزمون

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي