الشاعرة ناهد الاسطة

خاطرة اليوم 💖💖💖
همس الأصيل

امام شمس الأصيل ، وقفت مواجهة للبحر ، مناشدة بعض الهدوء ، والحق يقال ان الفوضى كانت تعم في داخل نفسي ....
شردت بأفكاري ، وانا اراقب حركات الموج على الشاطئ ،
موجة تلحق بالاخرى ، تعانق رمل الشاطئ ،  وتعود لتدفن وجهها في عمق البحر  ....
سمعت همس موجة تسألني : ما بك ..؟؟!!
ورايتني اجيبها  بصوت عال :
هل تعرفين احدا يسمع لهمسي لأسئلتي وظنوني دون ان يحاكمني ؟ !! ..
اجابتني الموجة :  لاعليك ، فأنا واخواتي ، نقوم بهذه المهمة منذ الأزل .
حدثيني عم يشغلك ...  وسأحمله معي لعمق البحر .
قلت :  لا ... وكيف اجرؤ على ذلك ، والشمس تقاسمنا السمع؟!! ...
ردت الموجة :  الشمس تهم بشد رحالها لعالم يملؤه الظلام فقد حان وقت انارته .
فهي غير مهتمة بمجريات الحديث ، فبوحي بما يقلق نفسك ولا تجزع ....
قلت : اريد احدا يريحني من تلك الافكار ، التي تتصارع في ذهني .
والتي لا اعرف حتى كيف أصيغ لها تساؤلا يعبر عنها ، وعما يدعوها للتصارع ....
قالت الموجة :  انا لست مؤهلة لأجيب عن الاسئلة ، انا فقط أحمل بين طياتي ، مفردات وتعابير من افكار واحاسيس ،  وانقلها الى العدم ....
ولاكون معك اكثر وضوحا ، انا مؤهلة لأمنحك نعمة الفضفضة ...
لكن ان اردت من يقوم  بالتحليل والربط وتقديم الاجابات ،  فهو حتما ذلك الكائن المسمى العقل ...
هو الوحيد الذي كلفه الله بهذا الواجب .
فرددت والحيرة تأكلني :
كيف يكون العقل هو من يريحني،  وهو منشغل بكل هذه الافكار المتناحرة ؟ !!!...
دعني اشرح لك قالت الموجة:  عندما تفضفضي لي بالكلام وتسترسلي  بالسرد ،  يرتب العقل الأمور ، ويكتشف الاجابات
فأنت بقيامك بفعل الفضفضة ،  تساعديه على ترتيب وتنظيم تدفق الافكار .
اقتنعت بكلام الموجة ،  وعندما هممت بالبدء بالفضفضة ،  انتبهت انني كنت اكلم نفسي بصوت عال ....
وان الشمس لمت ضفائرها ، وذهبت لتحلها في الجهة الاخرى من العالم ،  وبقي صوت الموج  وهو يحتضن رمال الشاطئ يعم في الارجاء  ،  وان بعض السكينة بدت تنتشر في نفسي بعد ان استطاع العقل ،  ان يوصل لي رسائله ،  عن كيف ارتب افكاري .
ناهد الاسطة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي