الشاعر محمود السلطان
في عشق أبرار ...
......................
فلمّا بَلغْتُ الطريقَ عن نِصفِهِ ...
... بَدَتْ ذاتَ الحُسنِ أبرارُ .
فَتَنَتْ شبابي والرُّوحُ تطلُبها ...
... والقلبُ دقاتُهُ نايٌ وقِيثارُ .
فرَفَعْتُ راياتي مُسْتَسماً لها ...
... ولَفَفْتُ أشرِعَتي أستَجْهِلُ الأقدارُ .
تَغَيَّرَ حالي والأحوالُ تنقلبُ ...
... وبالقلبِ نارٌ والجوفُ فوَّارُ .
وعِندَ اللِّقاءِ ما أجملُ مَحاسِنُها ...
... والعينُ بالعينِ ينسجمُ الحِوارُ .
فيزدادُ ثَمِلي من كُحلِ عينيها ...
... والجِفْنُ تُثْقِلُهُ سَبْلةُ الأنظارُ .
وَقَفَ الجمالُ صاغِراً بمفاتِنِها ...
... ويَشْهَدُ خُلخَالُها ويَعقُبُهُ السِّوارُ .
ذقتُ بالعِشقِ معَها صبائِبُه ...
... وأُلْعِقتُ من شهد اللقاءِ قنطارُ .
كُنَّا مِراراً نلتقي في كُلِ يومٍ ...
... نَرتوي مَرحَاً ونَرويَ الأزهارُ .
وعِندَ الفِراقِ تَتَسابَق مَدامِعُنا ...
... وأشواقِ الغرامِ تَرتَقبُ إنتظارُ .
ولمّا استفاق اللَّيل ناداني ...
... أروي قِصَّتي وأَسرُدُ الأخبارُ .
فأصبحتُ واللَّيلُ سُمّارُ أوصافَهَا ...
... وعَادَت الأحداقُ تزدادُ إحمرارُ .
وجادَ الطولُ باللّيلِ يَمُدُّه ...
... عقاقيرِ وقتٍ وبالحقنِ مِدرارُ .
وبَعدَ عامينِ والأيَّامُ تَنْتَسِخُ ...
... سَقاها الموتُ من كاساتِهِ أبيارُ .
فأشْعَلْتُ شُعلةَ الذِّكرى تُرافِقُني ...
... لتضيء لي بِسِراجِها المِشوارُ .
وَأَكمَلتُ الطَرِيقِ أستَثني شَوائبَه ...
... وغَصائِصُ الحِرمانِ كَمَطرقِ المِسمارُ .
وعُدتُ معَ الحياةِ وتَثاقُلي ...
... يجُرُّنِي وأجُرُّه لِمَخرجِ الإعصَارُ .
يتبع ...
الشاعر محمود السلطان ...
تعليقات
إرسال تعليق