الكاتب رامي الحاج

كازانوفا...العاشق الأسطوري
بقلم: رامي الحاج
(صورة -01)
إن كل ما كتب عن العاشق الأسطوري "كازانوفا" الذي خلده الكتاب على أنه أكبر زير للنساء، عاشق لهن لم يبلغه أحد سواه رغم أنه برز في مجالات أخرى كان أجدر بالمؤرخين أنهم يخلدونها في سجلاتهم، ورغم أن كازانوفا كان يحمل قلبا من ذهب فاق شهريار ألف ليلة وليلة، إلا أنه لم يكن قاسيا يتلاعب بقلوب النساء والحسنوات كما صورته بعض الروايات، بل ما عرف عنه أنه كان فارسا يجيد ركوب الخيل وبارعا في المبارزة بالسيف، مثقفا كبيرا وقارئا شغوفا للعلوم والآداب والفنون، لقد أراد في شبابه دراسة الطب لكنه انكب على الحقوق وتخرج من الجامعة بأعلى الدرجات ثم ما لبث أن درس الطب والموسيقى فكان أيضا أستاذا في دراسة النوتة والعزف على آلة الناي. كما اشترك مع الموسيقار الكبير "موزار" في تأليف (ليبرتو) أي (حوار الأوبرا) لـ"دون جويفاني" وترك موسوعة موسيقية ضخمة تضم كل الفنون الموسيقية، لكنه عرف أكثر بأنه عاشق للجميلات وأكبر زير للنساء ذكره التاريخ وذلك ربما راجع لما خلفه في مذكراته لعلاقاته التي لا تكاد تعد أو تحصى مع النساء والتي أعطته دون ريب هذه السمعة السيئة، لكن بين ""كازانوفا" الرجل الأسطوري، و"كازانوفات" وقتنا الحاضر شتان بين الثرى والثريا، بحيث أن عشاق الحسنوات لا يعدون ولا يحصون معظمهم إن لم نقل جلهم لا يملكون أي قاعدة ثقافية ولا حتى أخلاقية، ولا يفهمون في الحياة سوى البحث عن المتعة الجنسية وإشباع رغباتهم ولو أنفقوا ما بين يمينهم وشمالهم، الأهم عندهم اصطياد فرائسهم من الجميلات معتمدين عن سياراتهم الفاخرة وبورصة نقودهم حسب درجة السن والجمال، كما هناك من بين الجميلات من تريد الثأر من حب قديم فاشل أو خيانة زوجية أو حبيب لها أو بحثا عن حنان مفقود تحت مظلة مراهقة متأخرة، كما هناك من يبحث عن التسلية وملء فراغ وقته، ولكل "كازانوفا" زماننا هذا،حوائج في نفسه يلهث وراءها مثل الكلب المسعور، ولكن لو طرحنا السؤال بصيغة أخرى: ماذا لو عاش "كازانوفا" الأسطوري زماننا هذا؟ ربما سيلعن اليوم الذي دّون فيه أولى مغامراته مع النساء الحسنوات؟ ولربما يتفرغ لدراسة علم آخر إما علم النفس أو علم الاجتماع على الأقل ليدرس الحالات النفسية والاجتماعية لـ"كازانوفات" الوهم والخداع والنفاق في زماننا هذا؟ !.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي