الشاعر موسى سعودي
السَـــاحرُ..
مــر بنـا ولم نكن بموعـدٍ
فلـم نعــرفهُ قرباً ولا بُعـدَ
قـال الكثيـرَ عن ألأديانِ كِلها
وأشـاد بالإسلام بلا حــــــِد
حتى تضـاءل الجميع أمامـهُ
فـغـدونا كحصـاة بجبل أحــدِ
نقى فصيـحُ البيانِ مستفتحٌ
ساحـرٌ لآذان العاقلِ والمتبلّدِ
حبـاهُ اللهُ ببسّمةٍ مسموعـةٍ
تعـقب جمــلهِ بغيـــر قصـــــِد
فـكأنّما يفعـلهـا لقتل وُجـْــمٍ
ربمـا يصيبنـا بلا عمـــــــــِد
استأذن للفراق بغير رضــا
لولا توسّـله ما قبلنا البُعــْــدَ
قبل رحيله ألقى علينا بلاءً
أتى على ما أسْردَ وفنّــــــــدَ
إنّـى أقومُ بتسخيــرِ جــــانٍّ
بسفليهِ وعاليهِ وإن شَـــــَردَ
فإذا به في الحقيقةِ عــاصٍ
ُيسخّـرَ جنّـهِ للنـاسِ عمـــــدَ
وعنّده السفلىُ يلزمهُ نَجَسٌ
يفعله ليذعن لأمرهِ ألمــــــرد
وعنّـدهُ ورقًا يُحَجِّبَهُ ويلقيهِ
نظير مال إن زادَ يـَـــــــــزِدِ
فلمّـا نهرَّتهُ تبسَّم قائــــــلا
أنى أفعلها لا أبغــى المجـــدُ
الناسَ يأتونَ لألَمٍ بهــــــــم
فأبـدّلُ بجني مُرَّهم شَهّـــــدُ
قلتُ ما تفعَلهُ يغضبُ اللـــهَ
وفى القرآن آياتٍ شُهُــــــــدُ
وأنتَ حافظٌ للقرآنِ كلـــــهُ
أما وَرَدَت آيــــــةً َتفِــــــــــدُ
أن فاعلَ السحـــــرِ كافــــرٌ
و شيــــطانَهُ في النارِ خُلُــــدِ
أنـــا وإن كنــــــتُ جاهــــلاً
بفقـــــهِ الكتـــبِ ذاتِ السَنَـدِ
أقـــــولُ أنّـــــكَ ومَن والاكَ
ستُحشَــــرونَ في نارٍ تتقـــدُ
سحرتني بحُلو الحديثِ كما
سَحَرّتَ مَن مِن دينهِ جُـــرُدِ
فحكمّـتُ أني كأني حَصـــاة ٌ
خابَ ظني بسحرِكَ وبُلـِّـــــدَ
حمانا اللهُ من شرِّ أمــثالِكَ
وحَجَبَ عنّـا صورتَكَ للأبــدِ
موسى سعودي
تعليقات
إرسال تعليق