الشاعر فيصل جرادات

أيقظتِ أحزاني

عندَ انبلاجِ الفجرِ
توجدُ خيمتي
وعلى سفوحِ
مدارج الطَّيرانِ
بِصَري
إلى الأفُقِ البعيدِ مَدَدْتُهُ
وأطيرُ
مثل النَّسرِ والعقبانِ
حلَّقتُ فوق سُهولها
وهِضابها
ورأيتُ كل منابع الغدرانِ
ورأيت قطعان الأيائلِ
ترتوي
ورأيت من أهوى
مع الغزلانِ
فنزلتُ
من تلك السماءِ
لِمَكْنِسٍ
فيه ظباءٌ يختبئن
مثاني
وما خَشِينَ من الذئابِ
ترومُها
بل كل خِشيتِها
من الإنسانِ
وتَبِعتُها
حتى تنفَّس رَوعُها
وضممتها شوقاً
إلى أحضاني
عودي إليَّ
فإنني متلهِّفٌ
و خذي ضلوعي
واشربي شرياني
ما دمتِ في قلبي
وحبُّك في دَمِي
لا تنفري فزَعاٍ
إلى الوديانِ
عندي ملاذُكِ
حيث عِشقي ساكنٌ
ما عاد من يلقاك للطيرانِ
سأظلُّ
حيث الحب يسكن خيمتي
وأذوب عشقاً ....
حيث أنتِ مكاني
تفديك مني الرُّوحُ
أن تتأوَّهي
يسقيكِ من عطشِ الَّلظى
شرياني
إني نقشتُ
على يديكِ مدامعي
ورسمت خارطتي
على الأجفانِ
فإذا قرأتِ
حروف عشقي مرَّةً
فأنا يزلزلني الأسى
وأعاني
كم كنتُ أخشى
أن أموت ولا أرى
وجهاً
حقيقياً لبضعِ ثواني
أيقظتِ كلَّ الحزنِ
حتى أنني
أصبحتُ مخلوقاً
من الأحزانِ

فيصل جرادات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي