الشاعر موسى سعودي

مصر...(.كامب ديفيد)

جلسـت عـــارية يســـترهـــا وشــاحا
      كــــأنّــما قـــــــدَّ من بـــــالى ألأكفــــان
لا قـَـدّه قــــــُــــــدِّر قدره فكفاها
       ولا ســـــــــترهــا كــــان في الحسبان
إن لملمــــــــت طرفــا قصــــد ســـــــــتر
      يجُــزُّ القصــــــدُ نســـــــيجَه الوهنان
فتــرك ألمستورُ بالـــوهم كحــاله
      فالــــــكل عنــــــد الرائي عــــــــريان
الظــهـر مائــل .والـوجــه متــوســـد
        ركبــة أســـــــــندتّـهــا إحدى اليـدان
التـفت حولهــــا وأخــالها بدونهــــا
        تخـــــور بالـــوجه كمــا الثمــــــلان
وســاقهــــا ألأخرى ارتمت بأسفلها
       كمقعـــــــد.آن خـــــدرهـا يتبـــــدلان
العيـــــــــــن نـــــــــــاظرة حيث عبـث
       يـأتيه عـــــــود بكفــــها الرجــــفان
يــــــــأتي الــرمــال أمام جلســــــتها
       خطــوطا. تســــوى بهـــا الحصبان
الشــعر ألأسـود انســـدل بنعومـــة
      فــأخفى وجهـــا بالــــــــــغ الخذلان
فصـــــارت معــــالمه تطل تبــــــاعا
      بغيــــر أن يؤاخى فيـــــه اثنـــــــان
لكنّـى لاحظت بعض خصـــــــلاتها
    التصــقت بالأنف والوجنتيـن الحسان
لا نسائم تحركـــــها ولا كفــــــــــا
      رغـــــــــم دوام السعي للكفّــــــــان
فعرفت بغيــــــر فطنــــة أنّـــــــها
       مبـــــــــللة جمعهـــم بدمع البكيان
دنوت منهــــــــــا كمـا الظل بطئا
        يسبقني النظــــــر هادفا لبيـــــان
لكن نظـرها حَبَي إلــىّ فجاءني
         فعـرفتهـا آن التقـى الوجهــــــان
حبيبتي وعشقي وملهمـــــة شعري
      ودنيــــــــا دنيتي .كنـــانة الرحمان
فجثـوت أمامهــــا أبكى بكـــــــــاءا
      يلفــــــــــه التذكار بما قد كـــــــان
كم بت بلاعج الشوق حبــّــــاّ
     على وثيــــر فرشهــا الدفئــــــــان
كم رشفت من عســـــل نهرها
       كم سبحت فيه عمقا وشطئــــان
كم أطعمتني من جـود خيراتها
   وغـــــدوت أصرم من طيب الجنان
كم خُدِّر رأ سى علي صــــدرها
   كم أسكرتني فتنــــــــــــة الهرمان
كم صعدنا سلم العنــــــــــــــــان
       نرفـع أوتـــادا وننقش جـــدران
كم حفـــرنا بوادينا قنــــــــــــاة
       تجرى بين بحـرينا كما الشريان
كم أحكمنا جموح نهرنـــــــــــــا
        فما عـاد يغـرق صعيدنا فيضان
كم صددنا طامعا في كــــــــلانا
        كم رفعنا في وجهه الصولجان
كم نادينــا فى عصرنا شعـــوبا
     أن اثأري كي تحيى المهـــــرجان
كم حَمَلَ كاهلنـــا وبال قهرهم
     بظلم الطغـاة عجما وعريـــــــــان
كم حُرِّرَت أمصارٌ على يدينا
      كم تكبــــدنا فيه دما وعـــــــقيان
أين عباءاتك الخضـر السندسيـــــة
    بهلالهـا ونجــومها مبيضّـة ألألوان
أين سيفـك المسلول آن الخطــوب
    أين جــراب ســــهامك المـــــــلآن
أين ميــــزان العـــــــــدل بكـفيك
      في ســـــــاحة الحـق أين الكفتان
شَرُفتِ بموسى وعيسى ويوسف
      وصاهرت إبراهيم ونبيّنا العدنان
يا من كـرّمك الله في عليـــــــــائه
     ذاكرا اسمك في محكم القــــــرآن
يا من رفعت راية ألإسلام بولاتـك
      أيام عمريك في ســـــالف الزمان
لكنّـها قتلت صمتي ببصقــــــــــــة
      أغرقت الــوجه فأحرقت الكيـــان
أعقبتهــــــــا قولا تلتــــــه بوهن
      كــــأنّـما المـــــــوت آنــــه قد آن
صـمْـتُكَ المفضـوح فتح خزائني
     لســــــطوة حاكم وذبانية لعــــان
حتى غدت أطماعهم من ظلمهم
      كأنها البــــــــركان كأنّها طوفان
يأتي مـــــــلاقيه فاهـــه هالكــا
      لا يثنى مـــراده إنســـا ولا جان
فغـدونا بخــــزيك من بعد غولهم
      رعاعا لحاكم وسجنا وســــجان
ولك فى قـــــرآن الله ســـــــورة
      من غيــر بسملة عظيمة الشان
اغتســـل متوضّئا وقم بقراءتها
      ففيهـا ذكرك واخوة الشيـــطان
ســتجدك بفــعلك مع المخلّـــفين
     تـصـــلى بجهنم ســعيرا ونيران

موسى سعودي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر هائل الصرمي

الشاعر احمد خميس عبد الجواد

الشاعر ابو منتظر السماوي